هل ينقذ العماد ميشال عون أمين الجميل مرة أخرى؟
تموز 2007
ليلى نقولا الرحباني
" لا أريد تحريك السكين في الجرح، آسف أن يكون العماد عون يقوم بتحريك السكين في الجرح، وليسامحه الله. وآسف أن أقول إن العماد عون هاوٍ لحروب الإلغاء ولهذا النوع من المغامرات على الساحة المسيحية، ونعرف تماماً كم دفعنا غالياً ثمن حرب الإلغاء، واليوم كأن هناك حرباً جديدة لا نعرف مغزاها.
العماد عون لا يريد أن يبقى هناك أي عائلة سياسية، ولا يريد أن يبقى حجر على حجر في المناطق المسيحية مثلما حصل في الماضي القريب في حروب الإلغاء وغيرها."
بهذه العبارات "الانفتاحية" والتي توحي بان القائل مفجوع على ولده الذي اغتالته يد الغدر والاجرام يعلن مرشح الموالاة امين الجميل "يده الممدودة، واستعداده للحوار ولكل حل يعزز الوفاق".
عندما نرى هذه العبارات نتساءل: هل يعرف مرشح السلطة ما معنى الانتخابات؟ وهل يدرك ماهية الاحتكام الى الشعب؟
ألا ترى يا "شيخ أمين" أنك تهين المتنيين عندما تفرض نفسك عليهم بدون انتخاب، وعندما تسلبهم حقهم في الاختيار وكأنك حكمت عليهم بالعجز والقصور عن التفكير والاختيار الصحيح؟
أم انك كسائر العائلات الاقطاعية التي يطلقون عليها اسم الزعامات، تعتبرون ان وجودكم يلغي كل ما عداه، وانه عندما يترشح "الشيخ" فان الجميع يجب ان ينكفأ؟
الا تشبه مقولاتك هذه اخرى مشهورة عن العائلات الاقطاعية الاخرى:
"كامل عم يتعلم ما في لزوم حدا يتعلم"، " والبيك لما بيحكي ما في لزوم حدا يحكي"، " والبيك اخد موقف ما في حدا يعترض ولو كان ها الموقف عم يتغير بين دقيقة والثانية"......."وامين ترشح ما حدا لازم يترشح "... وهلم جراً من المقولات الاقطاعية التي توحي باننا ما زلنا في القرن التاسع عشر، وبان مفاهيم السيادة الشعبية والتحرر من الاقطاع لم تصل الى منطقتنا بعد.
اما بالعودة الى "الالغاء"، فنذكر مرشح السلطة أمين الجميل كيف منع قائد اللواء الثامن العقيد ميشال عون الغاء الجمهورية والرئاسة الاولى، يوم كان حليفه وليد جنبلاط يشارك في المعركة في سوق الغرب. حينها استدعى رئيس الجمهورية أمين الجميل آنذاك العقيد ميشال عون خلال المعركة طالباً منه الانسحاب من سوق الغرب، بحجة أن القصر الجمهوري سينتقل الى بكفيا، ووزارة الدفاع الى روميه، ردّ عليه عون قائلاً:" يا بتبقى سوق الغرب وبيبقى لبنان، يا برجع محمّل... ويا فخامة الرئيس ما حدا بيقدر يزحزحك من بعبدا ما دام أنا موجود بسوق الغرب". ونظر عون الى الموفد الاميركي الذي كان حاضراً الاجتماع وقال له:"إن الخط الأحمر الذي تتحدثون عنه، رسمه جنودي بدمهم، وليست أقلامكم وتصريحاتكم".
واذا كان مرشح السلطة يقصد بحروب الالغاء "الحرب التي شنتها القوات اللبنانية على الجيش اللبناني لالغاء الدولة والشرعية" فنذكره ان حلفاء اليوم، هم الذين سيطروا على مراكز الكتائب وعلى اقليم المتن الكتائبي عندما انتهت ولايته الرئاسية، وطردوه الى الخارج منفياً.ونستشهد بما قاله الاستاذ غسان تويني في مقابلته مع مي شدياق: بان العماد عون انقذ الجميل من سمير جعجع سنة 1988. فهل نسي "الشيخ"؟
يبدو ان مرشح السلطة نسي أو تناسى ما فعلوه هو وحلفاؤه في المناطق المسيحية، وكم من المجازر ارتكبوا بحق المسيحيين. اذا كان تناسى، فالمسيحيين لم ينسوا.
ويبقى أن نسأل: عندما يسلم مرشح الموالاة أمين الجميل بخسارته منذ الآن، فيعتبر ان هذه المعركة الانتخابية سوف تلغيه وتلغي عائلته السياسية الاقطاعية، لماذا دخل المعركة ووضع رصيده ورصيد عائلته على المحك؟ يقول انها فُرضت عليه، من فرضها؟ هل دفعه أحد الشركاء اليها فدخل الشرك ثم استيقظ على الواقع، فبدأ يطلب الوساطات من بكركي، ويعلن اليد الممدودة؟
أفرضها عليه من باتت الدلالات واضحة بانه شريك في قتل الشهيد بيار الجميل، وتعلو الاصوات اليوم للقول ان القاتل قتل في نهر البارد؟ أم فرضها عليه الذي انسلخ عن الكتائب ويحضر نفسه لابتلاعها؟
أفرضها عليه من ألغى القيادة الواعدة لحزب الكتائب المتمثلة بالشهيد بيار الجميل ويريد أن يجهز اليوم على حزب الكتائب بالاغتيال السياسي لشخص يدعي المعرفة فقاده غروره للسقوط في حفرة، استيقظ بعد أن وجد نفسه في قعرها؟
هذه العبارات، وهذه التصرفات، وكل ما قيل بحق العماد عون والتيار الوطني الحر... لا توحي باليد الممدودة يا شيخ أمين... اننا نشاهد الخنجر المسحوب من غمده فلنا حق الدفاع عن النفس.
ونقول لمن يخشى ارادة الشعب: نعرف عنكم الكثير، من خلال تاريخكم وحاضركم، لذا لا نتفاجأ اليوم بخوفكم من الارادة الشعبية، وها انتم تعلنون وتأكدون انكم لم تمثلوا الشعب يوماً بل كنتم مفروضين عليه.
اننا نرى ان انتخابات المتن الفرعية هي معركة بين ذهنيتين: ذهنية تقليدية قائمة على الاستعباد السياسي والتبعية العمياء، وذهنية مستقبلية قائمة على التحرر والانفتاح.
ان الانتخابات هي ابرز وجوه الديمقراطية الصحيحة، اما المحافظة على البيوت فهي خلافها وقد أسقطها الشعب اللبناني العظيم. وكما قال المتنيون كلمتهم في 2005، ننتظر أن يقولوا الكلمة ذاتها في 2007، وعندها يبدأ الصراخ واطلاق الابواق الاعلامية وهي بدأت منذ الان قبل الذهاب الى صناديق الاقتراع.
Source: http://www.tayyar.org/tayyar/articles.php?type=news&article_id=31261